عبدالله الخريّف كاتب عمود في مجلة إسكواير، يتحدث عن أهمية مشاركة قصتك
- عبدالله عبدالرحمن الخريّف
- 16 يوليو 2024
- 2 دقائق قراءة

فيما يبدو أنني راوي قصص جيد، فقد أخبرني ذلك العديد من الأشخاص – إنها موهبة لم أكن أعلم أنني أمتلكها. بالرغم من أني لست الأكثر ثقة في نفسي في العالم، فقد قررت أن أصدق ذلك لأن العديد من الأشخاص أخبروني بها. هذه هي قوة القصص، فيمكنها أن تساعدنا على اكتساب الثقة وتجعلنا نؤمن بأنفسنا، ولكنها تساعدنا أيضًا على الإيمان بقصصنا الحقيقية.
كسعوديين، فإن أحد الأشياء التي أهملناها دائمًا نوعا ما – أو ربما لم نوليها الاهتمام الكافي – هو سرد قصتنا الخاصة، ورواية تاريخنا.
لهذا السبب من المهم أن تكون هناك مجلات مثل إسكواير السعودية التي تهدف إلى عرض ورواية القصة السعودية من الداخل، وللعالم الخارجي أيضًا. أفهم أنه في بعض الأحيان يصبح الأمر مكررًا ومرهقًا أن نستمر في شرح أنفسنا وثقافتنا للجمهور الدولي الذي يبدو أنه قد قرر قبول تصور مسبق عن أرضنا، و ذلك بالضبط ، لإننا لم نكن نتحكم في رواية قصصنا. فإن شخصاً آخر فعل ذلك، بطريقته الخاصة.
كما أفهم أنه من الصعب جدًا تلخيص آلاف السنين من ثقافة الشرق الأوسط (و١٤٤٦ سنة من الإسلام) في محادثة سريعة على فنجان قهوة مع شخص التقيته للتو – أو حتى في محاضرة لمدة ساعة – فهذا غير كافي. ستحتاج إلى ألف ضعف. حسنًا، خمن ماذا؟ إذا استوحينا من إحدى أشهر قصصنا العربية على الإطلاق (إن لم تكن الأشهر) – الليالي العربية (أو كما هو معروف أكثر في العالم العربي قصص ألف ليلة وليلة) – فربما يساعدنا ذلك – على مساعدة أنفسنا.
تعكس هذه المجموعة المعقدة والغنية من القصص واقع ثقافتنا. القصص داخل القصص؛ السحر؛ المغامرة؛ تعقيدات ومفارقات الحياة. قصص الأغنياء والفقراء، الطيبين والأشرار؛ الملوك والملكات والتجار واللصوص – كلها تعكس الحياة والقصص التي نعيشها اليوم بطريقة غير اعتذارية وممتعة.
أحد أفضل الأشياء التي تحدث الآن في السعودية هي أننا حكومة وشعب، نروي أخيرًا قصصنا الخاصة، وقد أشعلت نارًا بداخلنا – تغذي الحماس والإثارة. عندما تبدأ في سرد قصة بثقة، فإن جمال القصة يبرز حتى لو لم يتفق معك الجمهور، فلا يهم. إذا أعجبهم الأمر، فهذا رائع. وإذا لم يكن ذلك، فهذا جيد أيضًا. تمامًا مثل شهرزاد بطلة قصص ألف ليلة وليلة، التي كانت مهمتها كل ليلة تسلية الملك حتى يسمح لها بالعيش ليوم آخر. إن مهمتنا ليست رواية قصة مذهلة كل ليلة، بل تكوين قصص تشكل قصة أوسع – هذا هو الهدف الطويل الأجل.
مؤخرا، كنت في لندن عندما رأيت إعلانًا لم أتوقعه. كان يخص «رجال ألمع»، القرية الجبلية الجنوبية السعودية. بدا الأمر غير مناسب تمامًا في مترو أنفاق لندن، لكنه كان مثالًا رائعًا و مثال واقعي على استعادة السعودية السيطرة على روايتها. ربما يرى شخص ما من لندن الإعلان ويقرر زيارة القرية، حيث سيكون قادرًا على مشاركة قصته الخاصة بأفضل شكل ممكن.
Comments