عبد الله الخريف، كاتب العمود في مجلة إسكواير السعودية ، يعبر بأنه يرى انعكاس الماضي ويستنبط منه الطرق المثلى، يسرد بفعل قربه من محيط الأزياء السعودي، ويبين النهج الحياتي الأمثل في تحقيق الأهداف عبر الإقدام والتعلم والتفكر.
لم أكن يوماً من أشخاص الذين يضعون خطط وأهداف بمناسبة رأس السنة الجديدة، بل في الحقيقة إني أهتم وأتأثر بنهايات السنوات لا بداياتها، بالنسبة لي حاجة النظر للخلف والتفكر أهم من وضع خطط مستقبلة بهدف تحقيقها.
لقد كتبت سابقاً كيف اني للأسف لا أمتلك سجل حافل مليئ بالنجاحات عندما أضع الخطط مدروسة للوصول الى أهدافي، خلال حياتي وجدت بأنني أقدمت على الدخول في مخاطرات كبيرة بلا تقدير حجم العواقب طويلة المدى،وعند وصول التبعات، حينها أتعامل معها، تعلمت من ذلك بأنه عوضاً عن التركيز على الطريقة والنهج المتبع الذي أتيقن من عدم نجاحها بالنسبة لي، اني شخص أنجح وأنمو عبر التعلم من التجارب التي أخوضها.
الدرس الإيجابي الذي تعلمته من الإقدام على الفعل، هو انك كلما كبرت كلما أكتسبت خبرة حياتية تساعدك على تشكيل الطريقة الامثل للإتخاذ القرارات المستقبلية، من خلال الإستعانة بالخبرات التي إكتسبتها في مسيرتي الحياتية، طورت نهج تعاطي يعتمد على التحليل والتفكر الداخلي، الذي يدفعني في اغلب الاوقات للمراجعة بتمعن الإنجازات التي حققتها، واحلل في كيفية تحقيقها، وكيفة اتفادى الاخطاء التي إرتكبتها في طريقي للوصول إليها، وما الذي لم اتمكن من إنجازه منها، ومن الاشخاص الذي أثروا علي بشكل إيجابي وسلبي خلال التجربة، وما إن كنت أقضي وقتي بحكمة، الى اخره.
هذا النهج المتبع في التفكير سيمكنك من تقدير أهمية الاشياء البسطية في الحياة، وتعلمك بأن الأفعال أو الأنشطة التي قد تبدو مبتذلة وغير مهمة هي خطوات اولية تتمخض عنها تجارب أكبر، ستصل لذلك اذا اتبعت الخيط الخاص بي، ملاحظة: استخدم هنا مصطلح الخيط كإستعارة مقصودة
في شهر أكتوبر من 2023، أقيم أول أسبوع للموضة في الرياض وكان الحدث في غاية الأهمية لأمثالي من السعوديين، ( على الأرجح بالنسبة لكم، كقراء إسكواير الرائعين) الذين يمتلكون شغف وإهتمام بصناعة الأزياء والقدرات الكامنة التي تمتلكها السعودية في هذا المجال، عندما سمعت بلإعلان للمرة الاولى كنت متيقن من وجةب مشاركتي في الحدث، لكن لم أمتلك ادنى فكرة، كيف سأصل لذلك، المشكلة هي أنه تم الإعلان قبل بضعة أشهر فقط من موعد المعرض، الامر الذي اعطاني القليل من الوقت الثمين للتخطيط، أظن هذا المشهد يحابي أحد نقاط قوتي، وعوضاً عن إضاعة اي وقت في التفكير حول الطريقة الانسب للتعاطي مع الامر، مدفوعاً بالشغف والرغبة في المشاركة والإضافة الى الصورة العامة للحدث، بدأت في العمل، وإنتهى بي الأمر خلف الكواليس اساعد في بعض العروض، منها تجهيز ازياء عارضين مجموعة المصممة الرائعة نورة سليمان قبل خروجهم، بجانب مساعدة لبس الفترة وتنسيقها بالنمط المناسب لعارضي الازياء العالمين في عرض لومار حتى يظهروا بأصالة الارث المحلي غير لمبتذل.
كل تجربة مبنية على التي سبقتها، ولكن الاهم ان التجارب جميعاً انبثقت من روح الكفاح والحاجة للمحاولة عوضاً عن إنطلاقها من شعور الخوف بالفشل في تحقيق الأهداف.
لا تفهموني بشكل خاطئ فأنا لا أروج لفكرة ان الجميع يجب ان يرمو بعرض الحائط مشاعر الحذر من القادم، ويسلكوا طريقهم بلا خطة، الفكرة هي لا يوجد شيء مثالي، في بعض الاحيان قد نكون على درجة عالية من الإنتباه ومتبعين الخطة بحذافيرها، لكننا لا نستطيع ملاحظة الفرص المحيطة بنا والتي تُخلق من العدم. بعد اسبوع من اسبوع الرياض للأزياء عرضت علي صديقتي بشرى الجمعة بعض أعمالها في معرض هيل باي أرتم(الشفاء بالظلام) بعض اعمالها كانت تعقيب على فكرة لا يوجد شي في يومك العادي عديم الاهمية، معرضها وأسبوع الرياض للازياء تم إقامتهم في نفس المكان (مدينة الملك العبدالله المالية)، هذه المقاربة تمثل إنعكاس لمنظوري بأن أحدها يكمل الاخر.
Comments