top of page

متى يصبح التطور تغييراً؟

حان وقت الاعتراف. أنا مهووس بعض الشيء بأصول اللباس التقليدي السعودي. منذ دراستي ” تاريخ الموضة ” في مدرسة KLC للتصميم في لندن قبل نحو 20 عامًا، كنت مفتونًا بكيف يمكن (أو سيتمكن) الرجال السعوديين من تطوير أسلوبهم في هذا العصر الجديد للمملكة.


كما اتضح، إنها مهمة جبارة.


ثوب عصري، تصميم ريم الكنهل. تصوير عادل رشيد لمجلة Esquire السعودية.


بعد الكثير من البحث، وجدت القليل جدًا من المصادر التي توثق تاريخ الثوب السعودي، والآلاف من السنين من التاريخ العربي تجعل من المستحيل تحديد نقطة البداية..


كثيرًا ما تخليت عن بحث نقطة البداية متقبلا أن ما نرتديه في المملكة العربية السعودية له جذوره في الاختراعات البشرية المبكرة للملابس. عند النظر إلى ما نرتديه تقليديًا، سواء للرجال أو النساء، فإن القوام لم يتغير كثيرًا لآلاف السنين – هو ما تسميه الدكتورة ليلى البسام (أول أستاذة سعودية تدرس التراث الخاص بالأزياء والمنسوجات العربية التقليدية في المملكة العربية السعودية) بـ “التصميم البشري الأساسي”.


بنطال وشال، كلاهما مصنوع حسب الطلب بواسطة ريم الكنهل. تصوير عادل رشيد لمجلة Esquire السعودية.


تشير إلى المؤرخ وعالم الاجتماع العربي ابن خلدون (1332– 1406م/732–808 هـ)، الذي أشار إلى أن البشر طوروا نوعين من الملابس: أحدهما ملفوف “الإزار” والآخر مقصوص. الثوب، الذي ما زلنا نرتديه اليوم، هو الأخير.

من الواضح أنه بمرور الوقت، تم التعامل مع هذه الملابس وتغييرها وتحويلها إلى أشكال وأقمشة وألوان وأحجام مختلفة. لقد أصبحت ملابس مختلفة تمامًا في كل ثقافة تقريبًا، بينما في الجزيرة العربية، كان الأمر أقل تغييرًا وأكثر تطورًا.


يمكننا تتبع ما نعتبره لباس الرجل السعودي التقليدي إلى ما يقرب من ثلاثة قرون. في كتاب “تاريخ مصر تحت حكم محمد علي” (1823) للكاتب فيليكس مينجين، يصف الإمام عبد الله بن سعود آل سعود، آخر حكام الدولة السعودية الأولى، وهو يرتدي ما لا يختلف عما نرتديه اليوم. وُضع عرض مجسم لملابسه اليوم في قصر طريف بالدرعية. نعم، لقد تغيرت الألوان قليلاً وأصبحت المقاسات أكثر تفصيلاً الآن مع تقليل الطبقات، ولكن هذا ليس بسبب التصميم، بل بسبب التحديث. أثر التقدم التكنولوجي على وظيفة ملابسنا – منازلنا معزولة، ولدينا أقمشة ذات جودة أفضل، نستخدم آلات الغسيل لتنظيفها – ما يمثل نقطة تحول في التطور.


رسم للإمام محمد بن سعود كما تصوره مانجا للإنتاج "Manga Production" في الرياض.


ومع ذلك، ما زلت أرى التطور البطيء للثوب السعودي كأمر أقل ارتباطًا بالحاجة المادية، بل هو حاجة عاطفية في المقام الأول. الحاجة إلى الهوية. عندما ترى صورة لحكام دول مجلس التعاون الخليجي في العصر الحديث معًا، سيرى الشخص العادي أنهم يرتدون نفس الشيء. لكننا نعلم أن أسلوب كل دولة في ارتداء الثوب والبشت والغترة يعكس الاختلافات بينها. هذه التغييرات ليست من ضروريات الحياة، بل هي ضروريات تخص الهوية.


مع استمرار تطور دول مثل السعودية، ستتطور تقاليدها أيضًا. إن الإقبال الأخير على كيفية إعادة المصممين السعوديين تصور تصاميم العباءة النسائية بدأ بالفعل في إيجاد موطئ قدم في ملابس الرجال. وبينما كان التغيير في ملابس الرجال دائمًا بوتيرة أبطأ، لم يعد يُنظر إلى فكرة التحديث على أنها إساءة للهوية، بل احتفال بها.


بنطال وشال، تصميم ريم الكنهل. تصوير عادل رشيد لمجلة Esquire السعودية.


 


Comments


bottom of page