top of page

لكل زمان دولة ونساء

مثال لكلّ زمن دولة ورجال، حاضر وبقوّة في المثال السعودي، فالملك سلمان حفظة الله وولي عهده الأمير محمد هو تمثيل حقيقي وواقعي لهذا المثل، ولكن لتحقيق هذه الدولة وزمانها أراد هؤلاء الرجال تسليط الضوء على نساء الزمن والدولة. لطالما كان للمرأة السعودية دور فعّال في المجتمع، ولكن هنا، تم توضيحه وتفعيله وتمكينه وتعزيزه.



التغيير دائماً صعب، في جميع الحالات والمجتمعات، وبخاصة لنهضة مجتمع وتحقيق أهداف بوقت محدّد. ولكن لو تجاهلنا الصورة الكبرى التي قد تبدو مخيفة وصعبة المنال، ونظرنا إلى تغيّر الفرد، لوجدنا أنّ المرأة أقدر إلى ذلك من الرجل، بمجرّد ما استوعبت هذه الفكرة، فهمت قصد الشاعر حافظ إبراهيم عندما قال:


الأمّ مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيّب الأعراق


وبالنظر إلى التغيير الذي أردت تحقيقه شخصياً، تبيّن لي عدد النساء اللواتي مكّنّني لتحقيقه، وصدمت بكثرتهنّ والأغرب من ذلك أنّ ذلك التمكين كان بمثابة كلمة أحياناً أو دعم أو نصيحة أو تقديمي إلى شخص محدّد أو دعوة لحضور ندوة ما أو اجتماع أو معرض أو فعالية أو عشاء … إلخ.


هي خطوات صغيرة جداً (ظاهرياً) لكنّها ثابتة، وكأنّهنّ تكاتفنَ جميعاً لتحقيق هدفي، ومثل تسليم الشعلة الأولمبية من متسابق لآخر للوصول إلى خطّ النهاية.


وممّا لا شك فيه أنّ هذه التغيرات تبدأ من العائلة القريبة، ثم تتواصل لتحقيق تغيّر الفرد، ثم المجتمع والدولة فتحقيق الهدف.


وعندما نختبر التغيير العملي، مثل وظيفة أو هواية أو أي شيء عملي، يغيب عنّا الانتباه إلى التغيرات الداخلية، فعندما تتغيّر الأفعال والأقوال، تتغيّر الأنفس أيضاً، ونجد أنفسنا نتعامل مع مشاعر مختلفة عمّا اعتدناه، فتبدو غريبة أو غير مفهومة. ومن المهمّ فهم هذه المشاعر والتحلّي بالصبر وعدم التسرّع بالحكم، أو على الأقلّ هكذا أفعل أنا، ليتبيّن المقصود من هذه المشاعر.


لا يدرك الرجل في أغلب الأحيان التأثير الإيجابي للمساعدات الصغيرة أو الكلمات أو النظرات، لأننا بطبيعتنا مجبولون بفكرة تحقيق المستحيل والتطلّع للأعالي، لكن يجب أن تدرك المرأة أنّ هذه المساهمات التي تبدو صغيرة، يتخطى مداها عنان السماء.


سبحان من خلق وفرّق، من هذا المنطلق نرى أنّ المرأة في الواقع خطواتها وتغيّرها أجدر بالاستمراريّة والتطوّر والتقدّم، لهذا، هذا الزمن زمن يليق بها. لكن هل يدرك كلّ رجل ذلك؟


 



bottom of page