في العدد الأخير من إسكواير السعودية كتب المبدع عبد الله الخريّف عن رحلة بحثه عن الأناقة السعودية في مجتمع بدأ يشهد الكثير من الفعاليات والنشاطات وهنا في موقع إسكواير نعرض لكم مقاله المنشور في عدد الخريف:
في بعض الأحيان، تتحقق الأحلام متأخرةً – بطرق مختلفة تماماً – لم نكن نتوقعها. منذ مرحلة الطفولة، كان لدي رؤية واضحة حول كيف ستكون حياتي. فقد خططت لها وركزت على تحقيق تلك الخطة وأنا سعيد اليوم لأن أقول بأن جميع خططي قد باءت بالفشل. أشكر الله على ذلك.
أدرك اليوم بأن تلك الخطط كان خططاً خيالية فقط. وشكراً لتخطيطي الخاطئ. أما اليوم فأنا أكتب مقالي حول الموضة في مجلة إسكواير السعودية. وهو أمرٌ لم أكن أتوقع حدوثه أبداً. فوجود نسخة عربية من مجلة إسكواير لم يخطر في بالي أبداً، فكيف بالأمر بأن تكون نسخة سعودية.
لم أعش لحظة أكثر إثارة في المملكة العربية السعودية أكثر من اليوم. وخاصةً مع انتشار الفنون، الثقافة، التصميم، والأزياء والموضة مدفوعةً برؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد، والتي أقل ما يقال عنها بأنها رؤية مذهلة ومكثفة بعض الشيء لتشمل نواحي ومجالات عديدة.
أشعر بالامتنان الكبير لأن مسار حياتي قد جاء في التوقيت الصحيح لأكون جزءاً من هذا التغير في المشهد الثقافي ولأكون شاهداً عليه ومساهماً به. وما أزلت أنتظر المزيد من الدعوات للمناسبات والفعاليات. وأخص بالذكر مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذين يعرفون تماماً كيف يجدونني لإرسال دعوتهم إلي. لقد تنوعت الفعاليات في المملكة ما بين المهرجانات الموسيقية إلى مسابقة الفورمولا ون، ومن افتتاح المطاعم إلى عروض الأزياء، ومن السجادة الحمراء إلى الخيم الرمضانية، الأجندة الاجتماعية مليئة بالفعل. وهذا ما يطرح السؤال، ما الذي يجب على المرء ارتداؤه خلال كل هذه المناسبات وما هي الأناقة السعودية الأنسب لمثل هذه الفعاليات؟
هو سؤال مثير للاهتمام حقاً، لأنه في هذه اللحظة بالتحديد نملك الفرصة لصناعة قواعدنا الخاصة. أن نؤسس للستايل السعودي والأناقة السعودية. هل هي قضية يمكنك تجاهلها؟ ربما ولكن بصعوبة. فعندما يتملكك الشك حول ما ترتديه في هذه المناسبات، اذهب إلى الخيار الأسلم وهو الثوب السعودي التقليدي. فهو يمتاز بالأناقة، كما أنه مناسب ويرسل رسالة فخر واعتزاز بالثقافة السعودية. في واقع الأمر، فإن أحد الأشياء المثيرة للاهتمام، والتي سمعتها من سيّاح أثناء زيارتهم للمملكة بأن الثوب السعودي يمتاز بالأصالة، فنحن ما زلنا نرتدي الثوب والعباية. لأنهما يمنحان شعوراً جميلاً يعبّر عن هويتنا وموقعنا.
لقد أتقنت السيدات السعوديات ما يرتدين تحت العباية لعقود من الزمن. وذلك مع تطور دور المرأة في التاريخ السعودي، إنه لمن الملهم حقاً أن ترى كيف استطعن احتضان تصميم العبايات السعودية من قبل مصممين ومصممات أزياء سعوديين – لقد كن ينتظرن تلك اللحظة. ولكن بالنسبة لنا كرجال، فالوضع مختلف قليلاً. فقد اعتمدنا دائماً على لباسنا التقليدي. والذي يمكنك ارتداؤه في مناسبتين مختلفتين تماماً، سواءً ذهبت بثوبك إلى عرس أو عزاء ولكن بالنتيجة ستبدو بمظهر لائق ومحترم.
لقد تغير الوضع كليّاً الآن. فالذي ترتديه في مناسبة مثل مدل بيست لن يناسب ما ترتديه في مناسبة أخرى مثل كأس السعودية. إنه من الرائع بأن بعض المناسبات تفرض علينا قواعد اللباس التي لا بد لنا من الالتزام بها، ولكن هناك مناسبات أخرى لا تفرض ذلك، وهنا يبرز السؤال ما الذي يجب أن نرتديه لحضور هذه المناسبات؟ حسناً، أنا هنا للمساعدة في ذلك. لذا سأرتدي قبعة تنسيق الأزياء الخاصة بي (والتي ابتكرتها تواً) لاكتشاف إجابة هذا السؤال.
أعود دوماً إلى القواعد الرئيسية: فكر من أنت. أين أنت؟ وأين سوف تذهب. يجب التفكير بهذه الأسئلة مادياً ومجازياً. كم عمرك؟ ما هو أسلوب حياتك؟ ما هو عملك؟ ما هي شخصيتك؟ لماذا سوف تذهب إلى هذه المناسبة؟ هذه هي قواعدك الأساسية التي ستبني عليها. ثم يأتي عامل موقع المناسبة: مدينة الرياض أو مدينة أبها، فصل الشتاء أم الصيف. فمصور يحضر حفل جوائز جوي في بوليفارد الرياض يجب أن يرتدي شيئاً مختلفاً عن مشجع لسباق الإبل في مدينة الطائف. ثم يجب أن نعرف المناسبة نفسها – فالجماهير في حلبة الفورمولا ون في مدينة جدة مختلفة عن الجماهير في عرض للأزياء بمدينة العلا. بعد ذلك، يجب أن تضيف لمستك البسيطة الخاصة. فربما ترتدي ساعة جميلة مع ثوبك التقليدي. أو تضع نظارة شمسية، أو صندل بتصميم خاص وحصري. إن كنت فناناً أو موسيقياً يمكنك إظهار جانبك الفني، كن جريئاً إن كنت تستطيع ذلك أو ادعم موهبة سعودية صاعدة في عالم التصميم من خلال ارتداء تيشيرت من تصميمه أو تصميمها.
إحدى المتع الحقيقي التي شعرت بها خلال فعالية ميدل بيست العام الماضي هي كيف أن كل شخص قد تفرّد فيما يرتديه. لقد شاهدت الثوب التقليدي والغترة مع ارتداء الفروة وكان ذلك جنباً إلى جنب مع تسريحات شعر مجنونة لأشخاص يرتدون جاكيتات جلدية. كما شاهدت بعضاً ممن يرتدون ملابس البيتلينك بالياقة المدورة يحتفلون جنباً إلى جنب مع عشاق موضة اللوغومانيا. كان ذلك رائعاً حقاً أن تشاهد خليطاً حقيقاً بمفهوم سعودي جديد. لقد قمنا بذلك بطريقتنا الخاصة التي نحبها.
عندما يتعلق الأمر بالمظهر الشخصي، ابدأ بالإيقاع الذي يريحك. اتبع حدسك. اختبر الأمر وقم بالأخطاء، اكتشف كيف تشعر. وإليك هذه النصيحة الوحيدة: من الأفضل دائماً أن تكون متأنقاً من أن تظهر بمظهر أقل أناقة. إن كانت جميع هذه المعلومات صعبة الاستيعاب معاً، إليك هذه النصيحة الهامة الأخيرة: استمتع بوقتك، فهذا أفضل ما سترتديه دائماً.