top of page

الوطن في القلب

يُقال إن «الوطن هو حيث يكون القلب»، ويُعتقد أن هذه العبارة أميركية وتعود إلى عشرينيات القرن التاسع عشر.


وإذا بحثنا في عمق لغتنا العربية، نجد أنها تحفل بالكلمات التي ترتبط بالوطن كفكرة لا كمكان. وهنا يمكننا التحدث عن «الدار» أو «الديار»، الكلمتين اللتين تعبران عن المعنى الحقيقي للوطن. أما إذا أردنا فهم معنى الوطن في الثقافة البدوية، فنجده يشير إلى القبيلة، العائلة، القطيع، الممتلكات المتناثرة، كما إلى خيمتك.


إذاً هو كل ما يقدم لك المأوى وسبل العيش. من ناحية أخرى قد يرى بعضنا أن ذلك الفراغ الكبير الذي يتخلل مشاهدنا الطبيعية هو موطننا، وأن الخيام والممتلكات هي الأثاث فقط، وأن السماء هي السقف، وأن المناظر الطبيعية هي معالم هندستنا المعمارية، وأن الطقس والعناصر الطبيعية هي أدواتنا.ومرافق خدماتنا. فالوطن، بحسب الثقافة البدوية، ليس البناء، بل الأرض.



ربما تأثرنا كأمة بمفهوم الوطن هذا، أي بأنه ما يمكنك حمله أثناء ترحالك، مادياً وعاطفياً.

ولنتذكر في هذا السياق أولئك الشباب الذين يهاجرون إلى العاصمة من أربع جهات الوطن من أجل العمل والمشاركة في بناء الاقتصاد سريع النمو. يمكننا القول إنهم بدو معاصرون يستقرون حيث يمكنهم صنع أحلامهم وتحقيقها. ربما هذا ما يساعدنا على التكّيف أيضاً. وإذا أردنا التحدث عن مفهوم الوطن بالمعنى الأكثر شمولاً للكلمة، نشير إلى أن التغييرات التي تشهدها المملكة منذ إطلاق الرؤية في العام 2016، قد تُشعر آخرين بالارتباك، وهو ما لا ينطبق علينا. فأنا مثلاً أشعر بدفء الوطن أكثر مما فعلت في أي وقت مضى. الوطن هو نقطة بدايتنا ووجهتنا في هذه الحياة. قد نتركه يوماً لنتفاعل بشكل أو بآخر مع المجتمع، إلا أنه سرعان ما يعود إلينا من خلال الاحتفالات العائلية والمجالس.

الوطن هو حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل، الواقع والمجرد، الجسد والروح. أهلاً بكم في الوطن.


 



bottom of page